طيور الجنة: أكثر من مجرد قناة
لكن ما هي قصة هذه القناة؟ كيف بدأت؟ وما هو سر نجاحها الذي استمر لسنوات طويلة؟ وما هو التردد الذي يمكن من خلاله متابعتها اليوم؟ هذا المقال سيأخذك في رحلة عبر تاريخ طيور الجنة، يستكشف أسرارها، ويسلط الضوء على أهميتها، ويقدم لك كافة المعلومات التي تحتاجها، بما في ذلك ترددها الحالي.
البداية والرؤية: كيف وُلدت فكرة طيور الجنة؟
في زمن كانت قنوات الأطفال العربية محدودة، وغالباً ما تستورد محتواها من الخارج، شعر الأستاذ خالد مقداد، الإعلامي والناشط المعروف، بوجود فجوة كبيرة وحاجة ماسة لمحتوى إعلامي هادف وموجه للأطفال، ينبع من ثقافتنا العربية والإسلامية، ويعزز القيم والأخلاق التي نؤمن بها. كانت رؤيته واضحة: إنشاء قناة فضائية تكون صديقاً للأسرة، تقدم محتوى ترفيهياً وتعليمياً في آن واحد، بلغة بسيطة، وأنغام محببة، وشخصيات قريبة من الأطفال.
من هذه الرؤية، ولدت فكرة قناة طيور الجنة. لم تكن البداية سهلة، فالمشروع كان طموحاً ويتطلب الكثير من الجهد والتخطيط والموارد. بدأ العمل على تجهيز الاستوديوهات، واختيار الفريق الفني والإداري، والأهم من ذلك، إنتاج المحتوى الأول الذي سيشكل هوية القناة.
كان الأستاذ خالد مقداد يدرك أن الأطفال يتفاعلون بشكل كبير مع من هم في مثل أعمارهم، ومن هنا جاءت فكرة الاعتماد على مواهب صغيرة، وفي القلب منهم، أبناؤه وبناته الذين أصبحوا فيما بعد نجوماً مشهورين للقناة. هذه الخطوة كانت ذكية جداً، حيث شعر الأطفال المشاهدون أن هؤلاء المؤدون الصغار هم أصدقاؤهم، يتحدثون بلغتهم ويعبرون عن مشاعرهم وتجاربهم اليومية.
الانطلاق الرسمي: لحظة تاريخية في عالم قنوات الأطفال
جاءت اللحظة المنتظرة في 25 يناير 2008، لتبصر قناة طيور الجنة الفضائية النور لأول مرة. انطلقت القناة من الأردن، حاملةً شعارها المميز وأناشيدها الأولى التي سرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم. كانت البداية متواضعة نسبياً من حيث عدد الأناشيد والبرامج، لكن الأصداء كانت إيجابية للغاية. وجدت الأسر العربية أخيراً بديلاً جذاباً وآمناً لأطفالها، يقدم محتوى تربوياً بأسلوب فني محبب.
تميزت الأناشيد الأولى ببساطتها، لحنها سهل الحفظ، وكلماتها التي تحمل قيماً أخلاقية وإسلامية واجتماعية. أناشيد مثل "ماما جابت بيبي"، "حميدو"، "الليمونة والبرتقالة"، وغيرها الكثير، أصبحت جزءاً من الذاكرة الجماعية لجيل كامل من الأطفال العرب. لم تكن هذه الأناشيد مجرد كلمات وألحان، بل كانت قصصاً صغيرة، ومشاهد تمثيلية بسيطة، يشارك فيها الأطفال المؤدون، مما يزيد من تفاعل المشاهدين الصغار.
هوية القناة: القيم والمبادئ التي رسختها طيور الجنة
منذ يومها الأول، لم تخفِ طيور الجنة هويتها وقيمها. فقد ركزت بشكل أساسي على تعزيز:
- القيم الإسلامية: تعليم الأطفال مبادئ الإسلام السمحة، مثل الصلاة، الصوم (بطريقة مبسطة ومحببة)، حب الله ورسوله، آداب التعامل مع الآخرين بناءً على تعاليم الدين.
- القيم الأخلاقية والاجتماعية: التشجيع على الصدق، الأمانة، بر الوالدين، احترام الكبير، مساعدة المحتاج، النظافة، حب الوطن، المحافظة على البيئة، وغيرها من السلوكيات الإيجابية.
- التعلم والتعليم: تقديم معلومات بسيطة عن الحروف، الأرقام، الألوان، الحيوانات، وغيرها من المفاهيم الأساسية التي تساعد في تنمية مدارك الطفل.
- التراث العربي: تقديم بعض الأناشيد التي تعكس جوانب من التراث العربي والعادات والتقاليد الأصيلة.
- الترفيه الآمن: توفير بيئة مشاهدة آمنة للأطفال، خالية من أي محتوى قد يتعارض مع قيم الأسرة أو يؤثر سلباً على سلوكهم.
هذه المبادئ والقيم كانت وما زالت عماد محتوى طيور الجنة، وهي أحد أهم أسباب ثقة الآباء والأمهات في القناة وترك أطفالهم يشاهدونها لساعات.
التطور والانتشار: طيور الجنة تحلق عالياً
لم تتوقف طيور الجنة عند مستوى معين، بل سعت دائماً للتطور ومواكبة التغيرات. مع تزايد شعبيتها، بدأت القناة في:
- زيادة إنتاج الأناشيد والبرامج: تنوع المحتوى ليشمل أناشيد جديدة، برامج تعليمية، مسابقات بسيطة، فقرات تفاعلية مع الجمهور.
- تقديم شخصيات جديدة: ظهور شخصيات كرتونية أو تمثيلية جديدة أضافت بعداً آخر للمحتوى وأصبحت محبوبة لدى الأطفال.
- إطلاق قناة طيور بيبي (Toyor Baby): إدراكاً منها لاحتياجات الأطفال الأصغر سناً (من 1 إلى 3 سنوات)، تم إطلاق قناة شقيقة تركز على الأناشيد البسيطة جداً والرسوم المتحركة ذات الألوان الزاهية التي تناسب هذه الفئة العمرية، مما وسع قاعدة جمهور طيور الجنة بشكل كبير.
- تنظيم الحفلات والجولات الفنية: قام نجوم القناة، وعلى رأسهم عائلة مقداد، بتنظيم حفلات فنية في مختلف الدول العربية، مما أتاح للأطفال فرصة لقاء نجومهم المفضلين والتفاعل معهم مباشرة. هذه الجولات عززت ارتباط الجمهور بالقناة ونجومها.
التواجد القوي على منصات التواصل الاجتماعي ويوتيوب: استثمرت القناة بقوة في العالم الرقمي، وأصبحت قناتها على يوتيوب من بين الأكثر مشاهدة في العالم العربي، مما يتيح للأطفال مشاهدة الأناشيد والبرامج في أي وقت ومن أي مكان.
هذا التطور المستمر والقدرة على الوصول إلى الجمهور عبر منصات متعددة ساهما بشكل كبير في استدامة شعبية طيور الجنة وتأثيرها.
نجوم من العائلة: سر الألفة والنجاح
من أبرز ما يميز قناة طيور الجنة هو اعتمادها على أفراد عائلة مؤسسها، خالد مقداد، كنجوم رئيسيين. أبناؤه: الوليد، المعتصم بالله (عصومي)، جنى، إياد، وجاد، أصبحوا أسماء مألوفة في كل بيت عربي. هذا الجانب العائلي أضفى على القناة شعوراً بالألفة والقرب، وكأن المشاهدين هم جزء من هذه العائلة التي تقدم لهم فناً هادفاً.
تفاعل الأطفال المؤدين مع الكاميرا وعفويتهم كانت سبباً رئيسياً في تعلق الأطفال بهم. لقد كبر المشاهدون مع هؤلاء النجوم، وشاهدوا مراحل نموهم وتطورهم، مما خلق رابطاً عاطفياً قوياً.
التردد: كيف تشاهد طيور الجنة اليوم؟
بعد كل هذه السنوات من النجاح والتأثير، لا تزال قناة طيور الجنة تبث محتواها الممتع والمفيد. ولمتابعتها، تحتاج إلى ضبط جهاز الاستقبال الخاص بك على التردد الصحيح. الترددات قد تتغير من وقت لآخر، لذلك من المهم دائماً التأكد من التردد الأحدث.
أحدث تردد لقناة طيور الجنة على قمر نايل سات (Nilesat):
التردد: 11393 (أو 11392 في بعض الأجهزة)
الاستقطاب: عمودي (V)
معدل الترميز: 27500
معامل تصحيح الخطأ (FEC): 3/4
كيفية ضبط التردد على جهاز الاستقبال:
اذهب إلى قائمة "التركيب" أو "Installation" في جهاز التحكم عن بعد الخاص بجهاز الاستقبال (الرسيفر).
- اختر "البحث اليدوي" أو "Manual Search".
- حدد القمر الصناعي "نايل سات" (Nilesat).
- أدخل التردد: 11393 (أو 11392).
- اختر الاستقطاب: عمودي (V).
- أدخل معدل الترميز: 27500.
- أدخل معامل تصحيح الخطأ: 3/4 (إذا طُلب منك ذلك).
- اضغط على زر "بحث" (Search) أو "OK".
سيقوم الجهاز بالبحث عن القنوات الموجودة على هذا التردد، وستظهر قناة طيور الجنة (وغالباً طيور بيبي أيضاً).
احفظ القنوات الجديدة.
الآن يمكنك الاستمتاع بمشاهدة قناة طيور الجنة مع أطفالك.
(ملاحظة هامة: الترددات قد تتغير، يُفضل دائماً متابعة الصفحات الرسمية للقناة أو مصادر موثوقة لتحديث التردد إذا واجهت أي مشكلة في الاستقبال).
طيور الجنة اليوم: استمرارية التأثير
بعد أكثر من عقد من الزمان على انطلاقها، لا تزال طيور الجنة تحافظ على مكانتها كواحدة من أبرز قنوات الأطفال العربية. صحيح أن المشهد الإعلامي للأطفال أصبح أكثر ازدحاماً وتنوعاً مع ظهور العديد من القنوات الجديدة ومنصات المحتوى الرقمي، إلا أن طيور الجنة استطاعت التكيف والبقاء.
تستمر القناة في إنتاج محتوى جديد، وتقديم مواهب شابة، والتفاعل مع جمهورها عبر مختلف الوسائل. لقد أصبحت علامة تجارية مرتبطة بالطفولة السعيدة والتربية الهادفة في العديد من البيوت.
خاتمة: إرث من الألحان والقيم
في الختام، يمكن القول إن قناة طيور الجنة ليست مجرد محطة تلفزيونية عابرة، بل هي ظاهرة إعلامية وتربوية استطاعت أن تبني جسوراً من الثقة والمحبة مع جمهورها على مدار سنوات طويلة. من فكرة بسيطة نابعة من الحاجة إلى محتوى هادف، تحولت طيور الجنة إلى إمبراطورية إعلامية للأطفال، تعتمد على البساطة، القيم الأصيلة، والموهبة العائلية.
لقد رافقت طيور الجنة جيلاً كاملاً من الأطفال في سنواتهم الأولى، علمتهم، أمتعتهم، ورسخت فيهم قيماً لن ينسوها. ومع استمرارها في البث وتطوير محتواها، يبدو أن طيور الجنة ستبقى تحلق في سماء إعلام الأطفال العربي لسنوات قادمة، حاملةً معها ألحان الفرح وقيم البناء.
يجب عليك تسجيل الدخول لنشر تعليق.